1 Mar 2006
هذا الاعتراض يطرح كثيرا عند الحديث عن التجارة الإلكترونية، وهو هل هنالك سوق للتجارة الإلكترونية في العالم العربي؟ وهل الانترنت بالفعل أداة فعالة في الوطن العربي؟
الذين قرؤوا موضوعي السابق عن التجارة الإلكترونية والنقاش الذي حدث في التعليقات على ذلك الموضوع، سيعلمون بأنني مؤمن جدا بوجود هذا السوق، وتوقعي هو أنه أفضل بكثير من السوق الأمريكية، وأن الوضع العربي اليوم أفضل بكثير من الوضع الأمريكي قبل انطلاق التجارة الإلكترونية، إلا أن هذا السوق مهمل للأسف من قبل التجار.
في هذا الموضوع سأتحدث عن ثلاثة تجارب التي مررت بها وأعطتني لمحة عن ضخامة التجارة الإلكترونية في الكويت فقط، ناهيك عن بقية الدول العربية.
بطاقات الشراء من الإنترنت
منذ ستة سنوات وأنا أمتلك بطاقة فيزا من بنكي، لكنها فيزا من نوع خاص، فهي مخصصة للاستخدام على الانترنت فقط، وبعد الإعلان عنها في البنك الذي أتعامل بفترة قصيرة، بدأت البنوك الأخرى بتقديم خدمات مشابهة، وتحدث بين الحين والآخر فترات من التنافس الشديد بين البنوك حول هذه البطاقات، والشوارع لا تخلو من إعلانات لبطاقات ليست مخصصة لشيء إلا للشراء عبر الإنترنت، فهل تعتقد بأن البنوك تصرف كل هذه الأموال للدعاية والإعلان إذا لم يكن هنالك جمهور كبير لمثل هذه البطاقات؟
الخدمات الإلكترونية المصرفية
البنك الذي أتعامل معه يسمح لي بالقيام بعدة عمليات عبر الانترنت بسهولة، لكن إذا أردت أن أقوم بتحويل الأموال إلى حسابات أخرى فإن علي أن أطلب رقما سريا خاصا بذلك أولا، قبل عدة أيام ذهبت لاستلام رقمي من فرعي، وهو فرع صغير جدا وفي منطقة صغيرة، لكنني فوجئت بأن هنالك عددا كبيرا من الأظرف لأشخاص طلبوا هذا الرقم ويريدون ميزة تحويل الأموال من حساباتهم إلى حسابات أخرى، علما بأن هذا الرقم تنتهي صلاحيته خلال شهر إذا لم تقم باستلامه، أي أن هذا العدد الكبير من الأظرف كان لأشخاص طلبوا الخدمة خلال الشهر الماضي فقط للذين لديهم حسابات في ذلك الفرع الصغير فقط، فهل لا زلت تعتقد بأن غالبية الناس لديهم رهبة من التعامل بالأموال الكترونيا؟
خدمة تمرير البضائع (أو العناوين الافتراضية)
تقدم شركة Aramex خدمة تدعى Shop & Ship تسمح لك بالشراء من أي موقع على الانترنت يقوم بتوصيل البضائع داخل الولايات الأمريكية، وفي هذه الخدمة تقوم الشركة باعطائك عنوانا افتراضيا في الولايات المتحدة، وبعد ذلك فإن Aramex ستقوم باستلام أي بضائع تصل لهذا العنوان الافتراضي نيابة عنك وتقوم بشحنها من الولايات المتحدة إلى بلدك أينما كنت.
اتصلت اليوم بالشركة أستفسر عن أمر ما، وأثناء حديثي مع الموظفة أخبرتني بأنها تواجه صعوبة في ايجاد حسابي، وفوجئت لاحقا عندما فهمت من جملة قالتها بأن هنالك 380 شخصا مشتركا في هذه الخدمة في الكويت اسمهم أحمد، وقد تمكنت من التوصل لتفسيرين لهذا الأمر، التفسير الأول هو أن هذه الشركة بها سحر خاص يجذب الأشخاص الذين اسمهم أحمد، خاصة وأن الشخص الذي دلني على هذه الخدمة أول مرة اسمه أحمد أيضا، أما التفسير الثاني فهو أن هنالك الآلاف من المشتركين في هذه الخدمة داخل الكويت فقط، فما بالك ببقية العالم العربي، فما هو التفسير الذي تراه أقرب إلى العقل؟
لاحظ بأن هؤلاء الآلاف من المشتركين في هذا المثال هم أشخاص مستدعون لدفع مبلغ 35 دولار للاشتراك في هذه الخدمة، وأنهم مستعدون بعد ذلك لانتظار البضائع لتشحن من المكان الذي طلبوا منه البضاعة إلى مركز أرامكس في نيويورك، وبعد ذلك من ذلك المركز إلى منازلهم في الكويت، كما أنهم مستعدون لدفع التكاليف العالية لشحن البضاعة مرتين بهذا الشكل والتي في كثير من الأحيان ما تزيد عن سعر البضاعة نفسها.
فهل لا زلت تعتقد بأنه ليس هنالك جمهور للتجارة الإلكترونية في الدول العربية؟